التفاصيل

مستجدات

التعبئة المجتمعية وتنمية قيم المدرسة المغربية - 23 يناير 2017 الأرشيف

أعطى السيد رشيد بن المختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، يوم 17 يناير 2017، بالمركز الوطني للتكوينات والملتقيات بالرباط، انطلاق البرنامج السنوي لاتفاقية الشراكة من أجل تعزيز التعبئة المجتمعية وتنمية قيم المدرسة المغربية، التي تربط بين الوزارة وجمعية منتدى المواطنة.


وأكد السيد الوزير، في كلمته الافتتاحية بالمناسبة، أن هذا البرنامج الذي يشمل العديد من الأنشطة والمشاريع والورشات، يأتي في سياق تفعيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2015 ـ 2030، خاصة ما تعلق منها بتخليق الحياة المدرسية داخل المؤسسات التعليمية.


وأبرز السيد الوزير أن التغيير الحاصل على مستوى القيم والسلوك داخل المؤسسة ينبغي ألا ينظر إليه بشكل معزول عما يحدث من تغيير داخل المجتمع ككل، معتبرا أن تنامي بعض المظاهر السلبية التي تعاني منها المدرسة المغربية مرتبط بالأساس بتمثلات الأفراد لمسألة القيم ولأنماط العلاقات السائدة كما انه مرتبط بمدى التزامهم بمفهوم الحقوق والواجبات واحترام الذات واحترام الآخر.


ودعا السيد الوزير، إلى ضرورة بلورة ميثاق معتمد داخل كل مؤسسة وداخل كل قسم يمكن بموجبه أن يعرف الجميع، مديرين وأساتذة وتلاميذ دورهم ومسؤولياتهم، كما دعا إلى ضرورة أن يتقاسم الآباء والأمهات مع المدرسة مسؤولية التصدي لبعض الظواهر المشينة المنافية لقيم المدرسة المغربية.


من جانبه اعتبر السيد عبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة، أن المدرسة إلى جانب أدوارها المهنية والاقتصادية والاجتماعية وأدوارها في الترقية الاجتماعية هي مؤسسة مجتمعية لتنمية القيم المشتركة قيم المواطنة المغربية، مشددا على أن هذه الوظيفة يجب أن تقع في قلب رؤية ووظيفة المدرسة وأن تؤطر باقي الوظائف الأخرى.


كما أوضح في ذات الصدد، أن الأساس الذي بنيت عليه الشراكة بين منتدى المواطنة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني هو المساهمة في التراكم الذي حققته المدرسة وإبراز هذا التراكم وجعله في المقدمة من خلال إعطاء المثال بالنماذج الإيجابية التي تشكل حافزا أساسيا ومدخلا لاسترجاع ثقة ومسؤولية المجتمع حيال المدرسة المغربية، مبرزا أن الجمعية مقبلة على برنامج سيهم جميع الأكاديميات ويستهدف تكوين 1200 مؤطرا ومنشطا للتربية على المواطنة والنزاهة، كما أنها ستعمل على مرافقة وتأطير ومواكبة تأسيس 1200 ناد للتربية على المواطنة والنزاهة، بمعدل 100 ناد في كل أكاديمية، بالإضافة إلى تكوين 1200 وسيط لمدرسة المواطنة المغربية.


وعرف هذا اللقاء تنظيم ندوة علمية حول التعبئة المجتمعية وتنمية قيم المدرسة المغربية، شارك فيها كل من السيد عبد اللطيف اليوسفي، مدير أكاديمية سابق بالوزارة، والسيد فؤاد شفيقي، مدير المناهج، وسيرت أشغالها السيدة خديجة شاكر، مفتشة عامة سابقة بالوزارة.


وفي تقديمها لأرضية تأطيرية للنقاش أشارت السيدة خديجة شاكر، إلى أن الوعي بوجود المدرسة في عمق المشروع المجتمعي وبارتباطها العضوي بتحولات المجتمع وبانتظاراته يفترض بداهة الالتفاف حولها ودعمها من طرف جميع قوى المجتمع، متسائلة عن الأسباب التي حالت دون أن يكون هذا الدعم على الوجه المطلوب وبالقدر الكافي، كما تساءلت عن الأسباب التي جعلت المدرسة تظل منعزلة وبعيدة عن اهتمام المجتمع، وعن الكيفية التي يمكن من خلالها تحقيق التعبئة المجتمعية الشاملة حول قيم المدرسة باعتبارها قيما تبني المستقبل، وماهية المرتكزات والمرجعيات التي يمكن أن تستند عليها التعبئة المجتمعية حول قيم المدرسة المغربية.


وقد وجدت هذه التساؤلات صدى لها في مداخلة المحاضرين حيث أشار السيد عبد اللطيف اليوسفي إلى أن غياب الوعي الجمعي والمجتمعي الذي يجعل المدرسة العمومية الرهان الوحيد الممكن للتنمية الشاملة هو الذي صعب إنجاز مصالحة حقيقية للمجتمع مع المدرسة العمومية باعتبارها السلم الضامن للترقي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، كما أن هناك أسباب أخرى متعلقة ببقاء القرار الذي جعل من المدرسة الأولوية الوطنية الثانية بعد قضية الوحدة الترابية بدون التزامات من كافة المؤسسات والجهات حيث كان من المفروض بناء على هذا القرار أن تصب جميع السياسات بمختلف الوزارات في اتجاه خدمة التربية وخدمة القيم، بالإضافة إلى غياب سياسات حكومية مندمجة ومتمحورة حول التربية.


وأضاف السيد اليوسفي، في نفس السياق، أن إصلاح التعليم لم يكن هما للحكومة ولا للجماعات المحلية ومجالس الجهات والأحزاب والنقابات والجمعيات إلا ناذرا، مؤكدا أن الحديث عن المدرسة المغربية المأهولة بقيم المواطنة لا ينفصل عن التعبئة الشاملة، وإن موضوع تجديد التعبئة وحقنها بالنفس الوطني الضروري أمر حيوي في مسار الإصلاح لتوفير شروطه ولتوسيع دائرة حلفاء الإصلاح وحلفاء القيم.

فيما أشار السيد فؤاد شفيقي، مدير المناهج، إلى أن الحديث عن مسالة القيم يحيلنا على وثيقة مرجعية للإصلاح هي وثيقة الاختيارات والتوجيهات لسنة 2000، وهي الوثيقة التي حددت أربع عائلات للقيم نصت على ضرورة الالتزام بها في المدرسة، وهي: قيم الدين الإسلامي السمح، وقيم البعد الحضاري للأمة المغربية، وقيم المواطنة، ثم قيم حقوق الإنسان، مستطردا أن هذه الوثيقة ثم التعامل معها بشكل انتقائي لكونها لم تحسم في قضايا أساسية بل تركت الأمر على مسؤولية الوزارة أو اللجن المنتدبة للاشتغال على هذا الموضوع.


كما قدم السيد شفيقي قراءة لعمل الوزارة في مجال قيم المدرسة المغربية متوقفا عند ثلاث محاور هي: هندسة المناهج، والخطابات الموجودة في التوجيهات التربوية وفي الكتب المدرسية، ثم أخيرا الممارسة داخل الفصول وداخل الحياة المدرسية.


ففي محور هندسة المناهج، أشار السيد المدير إلى أن دراسة علمية أنجزتها المديرية بتعاون مع خبراء جامعيين ستصدر قريبا، خلصت إلى أن مهندسي المناهج والبرامج والإصلاحات يصطدمون بالحاجة إلى وثائق مرجعية يمكن الاعتماد عليها لإيجاد أجوبة عن الأسئلة الحارقة خاصة تلك التي تثير الكثير من الجدل داخل المجتمع، فيما، وعلى النقيض من ذلك، خلصت الدراسة في محور الخطاب إلى وجود كم كبير وتنوع في الوثائق التأطيرية الشيء الذي أدى إلى نفس العائق في مسألة إصلاح المناهج والبرامج والكتب المدرسية.


ورصدت الدراسة في المحور الثالث المتعلق بالممارسة داخل الفصول وداخل الحياة المدرسية المعيش القيمي من خلال ثلاث مجالات اشتغال هي: العلاقات التربوية الفصلية، الحياة المدرسية خارج الفصل، والعلاقات مع المحيط والتي تتضمن البعد الاجتماعي المحلي والجهوي.


ودعا السيد فؤاد شفيقي في ختام عرضه إلى ضرورة الاستثمار الأمثل للإمكانيات التي يتيحها مفهوم مشروع المؤسسة باعتباره الآلية الناجعة والمجربة للتخطيط والنظر للمستقبل بشكل جماعي وفي نفس الاتجاه وبنفس الأهداف، كما دعا إلى ضرورة تمكين التلاميذ من تمثيلية داخل مجالس تدبير المؤسسات للمشاركة في القرارات وضمان مواطنة متساوية للجميع.


وقد عرف هذا اللقاء، الذي امتد على ثلاثة أيام، تنظيم ورشات عمل حول منظومة قيم المدرسة المغربية وأدوار الحياة المدرسية، والشراكة بين المدرسة ومحيطها وشروط ومسؤوليات التعبئة المجتمعية، والتجربة المغربية في التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، وكذا برنامج التعبئة المجتمعية من أجل تمكين مدرسة المواطنة المغربية، ومخطط العمل التنفيذي السنوي لاتفاقية الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ومنتدى المواطنة.


شارك في هذه الورشات منسقو البرامج بالأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ومنسقو منتدى المواطنة على المستوى الجهوي وبعض الأستاذات والأساتذة.


وحضر فعاليات جلسة الافتتاح كل من السيد يوسف بلقاسمي، الكاتب العام للوزارة، والسيد خالد فارس، المفتش العام للشؤون التربوية وبعض المديرين المركزيين والإقليميين.


>> تحميل العدد 190 لنشرة "فضاء الشركاء"





​​​​​​​​​​ⴰⵎⵔⵏⵓ ⵏ ⵜⵎⴰⵡⴰⵙⵜ - ⵉⵎⵉⵏⵔⵡⴰⵃ - ⵔⴱⴰⴹ ⵜⴱⴰⴹ ⵜⵉⵍⵉⴼⵓⵏ​​​​  0537687219  ⵙⴽⴰⴼ - ​​المقر المركزي - باب الرواح -  الهاتف : -​  0537687219  الفاكس : - 0537771874- ​